بســـم الله الرحمــن الرحيــم
الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركاتــه
اللهــم صــل علــى محمــد وآل محمــد
السؤال:
بعد رفع رأس الإمام الحسين (ع) على الرمح هل ظل مرفوعاً إلى أن دفن مع الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين.. أرجوا توضيح المسألة؟
الجواب:
لقد طافوا بالرأس الشريف الكثير من الحواضر الإسلامية، فقد طافوا به في أزقة الكوفة وشوارعها وأسواقها ثم تمّ صلبه على باب قصر الإمارة وطافوا به كذلك في شوارع دمشق وكانوا يتعمدون العبور به في الطرق الممتلئة بالنّاس، ثُمّ تم صلبه في دمشق ثلاثة أيام.
ومن الحواضر الإسلامية التي سلكوها هي مدينة (تكريت) حيث أفاد صاحب كتاب ناسخ التواريخ والقندوزي في ينابيع المودة واللفظ لصاحب ناسخ التواريخ أنهم (لما وصلوا إلى تكريت أنفذوا إلى صاحب البلد أن تلقانا (كذا) فإنّ معنا رأس الحسين وسباياه فلمّا أخبرهم الرسول بذلك نُشرت الأعلام وخرجت الغلمة يتلقونهم ...) 3/103
وقال القندوزي: (فلمّا وصلوا إلى بلد تكريت نشرت الأعلام وخرج النّاس بالفرح والسرور). ينابيع المودة: 351.
ومن الحواضر التي طافوا برأس الحسين فيها هي مدينة (حلب) فقد ذكر صاحب كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب أنّه (في سنة إحدى وستين قتل الحسين (ع) بكربلاء واحتزَّ رأسه الشريف شمر بن ذي الجوشن وسار به وبمن معه من آل الحسين إلى يزيد في دمشق فمرَّ بطريقه على حلب ونزل به عند الجبل ووضعه على صخرة من صخراته فقطرت منه قطرة دم بُني على أثرها مشهد عرف بمشهد النقطة) 3/24
قال ياقوت الحموي في كتابه الشهير معجم البلدان " وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين ... جوشن جبل في غربي حلب، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ويقال أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي (ع) ونساؤه وكانت زوجة الحسين حاملاً فأسقطت هناك فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً وماء فشتموها ومنعوها فدعت عليهم، فمن الآن من عمل فيه لا يربح " 2/284
ومن الحواضر الإسلامية التي مرَّوا عليها بالرأس الشريف ولم يدخلوها مدينة (نصيبين) فقد ذكر الشيخ عبّاس القمي في كتابه نفس المهموم نقلاً عن الكامل للبهائي (أنهم لما وصلوا إلى نصيبين أمر المنصور بن الياس بتزيين البلدة فزيّنوها بأكثر من ألف مرآة، ثمّ جعلوا الرأس في خارج البلد ولم يدخلو به ...) نفس المهموم: 426.
وفي كتاب الإشارات لأبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي قال: " في مدينة نصيبين مشهد النقطة يقال أنه من دم الحسين (ع) وفي سوق النشابين مشهد الرأس فإنّه علّق هناك لما عبروا بالسبي إلى الشام" ص66.
وثمة حواضر أخرى مرَّت عليها سبايا الحسين (ع) ومعها الرأس الشريف مثل مدينة عسقلان كما ذكر ذلك صاحب مشكاة الأدب نقلاً عن ناسخ التواريخ 3/194 ومدينة قنسرين كما ذكر ذلك النطنزي في كتاب الخصائص وذكره الخوارزمي في مقتل الحسين(ع) 2/115 وأفاد أنه قد اورد ذلك الجوهري والجرجاني.
هذا وكان الرأس الشريف في كل حاضرة يدخلونها أو يمرون بها معلقاً على الرمح وذلك لغرض إرهاب النّاس وتعريفهم بهيبة الدولة وسطوتها وإنها لن تراعي في أحدٍ حرمة مهما كان موقعه الديني أو الاجتماعي إذا ترتّب على وجوده وهن لسلطانها وهيمنتها.
نعم قد يُرفع الرأس الشريف عن الرمح فيوضع في طستٍ كما وقع ذلك في مجلس يزيد وكذلك في مجلس ابن زياد قبل ذاك، وقد يوضع في طومار أو على صخرة عندما ينزل به جنود النظام الأموي في واحدٍ من منازل الطريق.
وأمّا أنّ الرأس الشريف قد تم إرجاعه إلى كربلاء في يوم الأربعين فمختلف فيه بين العلماء والأرجح عندي أنّ إرجاعه قد تمّ بعد هذا التاريخ ولعنا نوضح منشأ هذا الترجيح في فرصة أخرى.
والحمد لله رب العالمين
سماحة الشيخ محمد صنقور
الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركاتــه
اللهــم صــل علــى محمــد وآل محمــد
السؤال:
بعد رفع رأس الإمام الحسين (ع) على الرمح هل ظل مرفوعاً إلى أن دفن مع الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين.. أرجوا توضيح المسألة؟
الجواب:
لقد طافوا بالرأس الشريف الكثير من الحواضر الإسلامية، فقد طافوا به في أزقة الكوفة وشوارعها وأسواقها ثم تمّ صلبه على باب قصر الإمارة وطافوا به كذلك في شوارع دمشق وكانوا يتعمدون العبور به في الطرق الممتلئة بالنّاس، ثُمّ تم صلبه في دمشق ثلاثة أيام.
ومن الحواضر الإسلامية التي سلكوها هي مدينة (تكريت) حيث أفاد صاحب كتاب ناسخ التواريخ والقندوزي في ينابيع المودة واللفظ لصاحب ناسخ التواريخ أنهم (لما وصلوا إلى تكريت أنفذوا إلى صاحب البلد أن تلقانا (كذا) فإنّ معنا رأس الحسين وسباياه فلمّا أخبرهم الرسول بذلك نُشرت الأعلام وخرجت الغلمة يتلقونهم ...) 3/103
وقال القندوزي: (فلمّا وصلوا إلى بلد تكريت نشرت الأعلام وخرج النّاس بالفرح والسرور). ينابيع المودة: 351.
ومن الحواضر التي طافوا برأس الحسين فيها هي مدينة (حلب) فقد ذكر صاحب كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب أنّه (في سنة إحدى وستين قتل الحسين (ع) بكربلاء واحتزَّ رأسه الشريف شمر بن ذي الجوشن وسار به وبمن معه من آل الحسين إلى يزيد في دمشق فمرَّ بطريقه على حلب ونزل به عند الجبل ووضعه على صخرة من صخراته فقطرت منه قطرة دم بُني على أثرها مشهد عرف بمشهد النقطة) 3/24
قال ياقوت الحموي في كتابه الشهير معجم البلدان " وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين ... جوشن جبل في غربي حلب، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ويقال أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي (ع) ونساؤه وكانت زوجة الحسين حاملاً فأسقطت هناك فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً وماء فشتموها ومنعوها فدعت عليهم، فمن الآن من عمل فيه لا يربح " 2/284
ومن الحواضر الإسلامية التي مرَّوا عليها بالرأس الشريف ولم يدخلوها مدينة (نصيبين) فقد ذكر الشيخ عبّاس القمي في كتابه نفس المهموم نقلاً عن الكامل للبهائي (أنهم لما وصلوا إلى نصيبين أمر المنصور بن الياس بتزيين البلدة فزيّنوها بأكثر من ألف مرآة، ثمّ جعلوا الرأس في خارج البلد ولم يدخلو به ...) نفس المهموم: 426.
وفي كتاب الإشارات لأبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي قال: " في مدينة نصيبين مشهد النقطة يقال أنه من دم الحسين (ع) وفي سوق النشابين مشهد الرأس فإنّه علّق هناك لما عبروا بالسبي إلى الشام" ص66.
وثمة حواضر أخرى مرَّت عليها سبايا الحسين (ع) ومعها الرأس الشريف مثل مدينة عسقلان كما ذكر ذلك صاحب مشكاة الأدب نقلاً عن ناسخ التواريخ 3/194 ومدينة قنسرين كما ذكر ذلك النطنزي في كتاب الخصائص وذكره الخوارزمي في مقتل الحسين(ع) 2/115 وأفاد أنه قد اورد ذلك الجوهري والجرجاني.
هذا وكان الرأس الشريف في كل حاضرة يدخلونها أو يمرون بها معلقاً على الرمح وذلك لغرض إرهاب النّاس وتعريفهم بهيبة الدولة وسطوتها وإنها لن تراعي في أحدٍ حرمة مهما كان موقعه الديني أو الاجتماعي إذا ترتّب على وجوده وهن لسلطانها وهيمنتها.
نعم قد يُرفع الرأس الشريف عن الرمح فيوضع في طستٍ كما وقع ذلك في مجلس يزيد وكذلك في مجلس ابن زياد قبل ذاك، وقد يوضع في طومار أو على صخرة عندما ينزل به جنود النظام الأموي في واحدٍ من منازل الطريق.
وأمّا أنّ الرأس الشريف قد تم إرجاعه إلى كربلاء في يوم الأربعين فمختلف فيه بين العلماء والأرجح عندي أنّ إرجاعه قد تمّ بعد هذا التاريخ ولعنا نوضح منشأ هذا الترجيح في فرصة أخرى.
والحمد لله رب العالمين
سماحة الشيخ محمد صنقور